إنتقاضات السودان

الشهيد مجتبى صلاح أحمد الهادي * الخرطوم (القيادة العامة) * 3 يونيو 2019

اُسْتُشْهِدَ مجتبى صلاح بعد أن أصابته قوات الدعم السريع بطلق ناري أثناء مجزرة 29 رمضان (3 يونيو 2019).

العمر: عشريني (______ سنة)

تاريخ الإستشهاد: 2019/06/03

مكان الإستشهاد: مستشفى الزيتونة

المهنة: ______

السكن: الصحافة

تحت أعين «الدعم السريع».. صلاح يلفظ انفاسه الأخيرة

يشرحُ أخو مجتبى الوضع ليلة الفَض: انفجرت شائعات عن إمكانية وقوع فضٍ عسكري، ووصلت أخبار عن حشد قوات استعدادًا لذلك. وفورًا «تواصلنا معه وقلنا: له احتَط». بدأ الأمر بمناوشات بالرصاص الحي، أصيب على إثرها كثيرون. اليوم 29 رمضان، يوم الفض والمجزرة، 3 يونيو (حزيران) 2019. «قيل لنا إنهم صلّوا الفجر، وبعدها دخلت عربات أمن محمّلة بالسلاح والعسكر» لمحيط الاعتصام. العملية تمّت كالآتي، وفقًا للشهادات التي سمعها وتوثق منها شقيق مجتبى: بدأ اجتياح المنطقة، وضربُ النار والهجوم في المنطقة الغربية، من ناحية الجامعة. المشهد ببساطة: قوات عسكريّة تطلق النار ويواجهها شبّان كمجتبى قرّروا حماية الاعتصام «ما بيدهم شيء سوى أحلامهم وطموحاتهم». وفي معمعة الفض أُصيبت فتاة وسقطت بجرحها على الأرض؛ ليتجه مجتبى نحوها لحمايتها ونقلها، كما يروي أصدقاؤه الذين كانوا معه في الاعتصام. والنجدة في هذه اللحظة تطوي كلفة الموت، فالتحرك في الاعتصام كان كمراقصة الرصاص. حملَ مجتبى الفتاة المصابة وخرجَ بها من الاعتصام وسلّمها لسيارة كانت تنقل الجرحى ليعود فورًا إلى مكانه، مخبرًا أخاه: «اعتصام شنو البفضوهو وفينا روح»، أيّ اعتصام سيفضونه ونحن أحياء؟ كفجأة الثورة فاجأت رصاصةٌ مجتبى فور عودته للمنطقة، «رصاصة غريبة ما عرفنا ما هي»، يقولُ أخوه: استقرّت الرصاصة في كليته اليسرى. وبنبرةٍ هادئة فاجأنا شقيقه: تطلب الأمر «40 دقيقة من لحظة الإصابة وحتى الاستشهاد». لم يمت مجتبى برصاصة مباشرة. لم يمت لحظةَ إصابته. حملَ الرصاصة في جسمه 40 دقيقة. أخذه رفاقه وهرعوا به إلى مستشفى الزيتونة، في الزاوية الأخرى من محيط الاعتصام الذي غادره مجتبى هائجًا بصوت الرصاص والجنود يصرخون:«مدنية ولا عسكرية؟». قراءة المزيد...